أستاذ تارودانت حسب محرك البحث الشهير ڭـووڭـل، هو أستاذ التربية الإسلامية الذي يقبع في الحبس بتهمة النصب و الإحتيال، مع خيانة الأمانة وبيع أراض في ملك الغير، بعد إختفائه عن الأنظار لأكثر من خمسة أعوام، قال إنه قضاها مختطفا محتجزا في ضيعة رئيس جماعة قروية في ضواحي تارودانت، وهي رواية لم « يهضمها » القضاة، لذلك أطلقوا سراح الرئيس و حبسوا الأستاذ.
أستاذ زاوية الشيخ، رجل تربية و تعليم، موضوع رهن الإعتقال في قضية اغتصاب تلميذته القاصر، على إمتداد ثلاثة أعوام، منذ كانت في الثالثة عشرة من العمر. حاول الأستاذ الإنكار من باب الكذب، لكن فضحته « ميسجات » الغرام، المحفوظة في جوال الطفلة، وهي في الوقت نفسه ابنة جاره !
أستاذ صفرو، بدوره، من أسرة التربية و التعليم يواجه تهمة التغرير بقاصرتين ومحاولة اغتصابهما، بعد اغرائهما بدروس إضافية تضمن لهما النجاح، ولو أن الأستاذ رسب في هذه المحاولة ليجد نفسه أسير بين سين و جيم ...
أستاذ تاونات يدرس مادتي الفيزياء و الكيمياء، تخصص علمي، ضبته رجال الدرك وهو منهمك في « تخصص » شاذ على شاب في الهواء الطلق، قرب سد ساهلة. الشاب المفعول به، الذي لا يتجاوز الثامنة عشرة من العمر، يشتغل في محل للأنترنيت يملكه الأستاذ الفاعل!؟
أما أستاذ الجامعة فإستغل وضعه ليضغط على طالبة لمرافقته حيث يريد ليفعل بها ما يريد.. ولأنها كانت أذكى منه درجة فقد أخبرت رفاقها الطلبة بموعد اللقاء وهكذا، ما كادت سيارة الأستاذ تتوقف قرب الطالبة، حتى وجد الدكتور نفسه محاصرا بطلبته الذين نصبوا له محاكمة لم ينقذه منها غير تدخل رجال الأمن...
هذا بعض ما إنفضح خلال الأيام القليلة الماضية، أما ما بقي خفيا فهو لا شك أعظم
و إذا تركنا هذه اللائحة السوداء و توجهنا إلى الأسر الشعبية نسأل عن الأستاذ، دون صفة، فأول ما يطفو على السطح هو هذه الأفواج من الأساتذة ذوي الضمائر المنفصلة، الذين يقضون ساعات الدرس في أي شيء ويقنعون التلاميذ و حتى بعض الأمهات و الآباء بأن تفسير الدروس يتم في ساعات المراجعة و التي قلما تنزل عن 200 درهم للمادة الواحدة، وقد تتجاوز 500 درهم للساعة الواحدة. ويشهد كثير من أبناء الإعداديات و الثانويات بأن المشاركين في حصص المراجعة قد لا يستفيدون من تفسير أوضح للدروس في حصص المراجعة، لكنهم ينعمون بحاتمية في التنقيط، تنفعهم يوم حساب المعدل العام، وهو ما يعرفه الخاص و العام ولا يجهله، أو يتجاهله، غير المسؤولين الرسميين.
و يذكر سكان أحد الدروب الشعبية في إحدى مدن المغرب كيف ارتفع، قبل بضعة أشهر، صوت إحدى التلميذات يمزق سكون المكان، وهي تحتج على سلوك لم تستسغه من ابن الأستاذة في بيتها خلال حصة المراجعة. حاولت الأستاذة « تطويق » الحادث بإسكات التلميذة المحتجة تفاديا لفضيحة مع الجيران ولما فشلت تخلت عن وقارها و رفعت صوتها تصيح، بالحرف الواحد « هذا هو الخير، يا نكارة الخير؟! هدا جزائي، أنا اللي نحسابك بنادم، ودرت فيك الخير، و عطيتك المعدل واخا ما تستحقيهش...»!؟
أين نحن من أساتذة كانوا يعاملون التلاميذ و التلميذات كما يعاملون أبناءهم؟.. بل و منهم من كانوا يقتطعون من رواتبهم الهزيلة مبالغ يقدمونها كجوائز مادية للمتفوقين من تلاميذهم، متنافسين فيما بينهم عمن يقود أكبر عدد من التلاميذ على سلم النجاح.
أين نحن من أساتذة كانوا يتطوعون لإعطاء الدروس الإضافية مجانا في القسم خارج أوقات الدراسة أو في دار الشباب؟
أين نحن ممن قال فيهم أحمد شوقي : كاد المعلم أن يكون رسولا؟!
نعم، هناك اليوم أيضا أساتذة من ذوي الضمائر المتصلة ممن يستمتعون بالقيام بعمل يعتبرونه واجبا وطنيا لتكوين مغاربة الأجيال المقبلة، قبل أن يكون التزاما مهنيا يترجمه حضور ساعات في القسم مقابل أجرة تحول على الحساب، وهي مناسبة نقدم إليهم فيها تحية اعتراف.
لكن لا يمكن أن نغفل ظاهرة بدأت تنخر حاضرنا وتهدد المستقبل، ظاهرة أساتذة الضمائر المنفصلة. أولئك الذين لو عاش أميرالشعراء إلى اليوم، وقرأ السطور السابقة لقال في حقهم : كاد المعلم أن يكون ... ( ضع مكان النقط الكلمة التي تراها مناسبة ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق