التأسيس و أصل التسمية و العمق التاريخي لمدينة تارودانت

العمق التاريخي لمدينة تارودانت

تعتبر مدينة تارودانت من أقدم الحواضرالمغربية التي لعبت أدوارا طلائعية على المستويات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ورسمت فترات مضيئة في تاريخ المغرب القديم فيه و الحديث.

لكن تاريخها لا يزال يكتنفه كثيرا من الغموض ويحوم حوله العديد من الشكوك و الخلافات نظرا لقلة المصادر التاريخية و عدم إثراء المدينة ببحوث مستقلة. فقد همشت هذه المدينة كما هو الحال بالنسبة للمدن الأخرى حيث إنصب اهتمام المؤرخين أساسا على العواصم و الحواضر السلطانية.

التأسيس

ضلت مسألة تأسيس المدينة تتأرجح بين عدة افتراضات. فهناك من يرجع وجود هذه الحاضرة إلى ما قبل الإسلام بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك حيث أرجع تاريخها إلى ما قبل المسيح. إلا أن المؤكد لدى كثير من المؤرخين أنها تأسست على يد أمراء من برابرة ' هشتوكة ' و ' جزولة ' إبان إستقرار البربر الأمازيغ بالمغرب. وقد دخل إليها الإسلام على يد عقبة بن نافع سنة 62 هـ قادما إليها من الشمال الشرقي عبر تيزي نتاست. وبعد ذلك أخضعها موسى بن نصير لسيطرته حيث عمل على تتبيث الإسلام بمنطقة سوس. وقد كانت مدينة تارودانت مركزا مهما و استراتيجيا لكل الدول التي حكمت المغرب منذ عهد الأدارسة إلى عهد الدولة العلوية ويعود تأسيس سور المدينة إلى عهد الدولة السعدية.

أصل التسمية

لقد حامت حول أصل تسمية تارودانت افتراضين مما أدى إلى عدم التتبث من أصل هذه التسمية هل هي لفظ بربري أو عجمي ؟

-فالإفتراض الأول يرجع أصل الكلمة إلى البربرية بمعنى ' الكدية ' أو ' الربوة ' لقربها من ربوة سيدي بورجا على بعد 4 كلم.

-أما الإفتراض الثاني فيقول أن الكلمة مشتقة من كلمة ' ادرارن ' جمع ' أدرار ' بمعنى الأطلي الكبير و ' تاغودانت ' و ' تالفودانت ' هو بالأمازيغية نوع من التين

إلا أن بعض الروايات الشعبية تفترض أن التسمية آتية من كلمة تارودانت أي بالأمازيغية ' الأولأد ذهبوا '

ومما يجدر ذكره أنها أخذت بصفة مؤقتة أيام السعديين إسم ' المحمدية ' نسبة إلى محمد الشيخ السعدي.

 

بعض صور مدينة تارودانت

 

الأبواب و الأسوار التاريخية

الكوتشي الروداني

صومعة  مسجد فرق الأحباب